
تتعدّد المقاربات لحقيقة الموقف الروسي من المسار السياسي ـ الميداني الذي أدّى إلى انهيار نظام بشار الأسد خلال أيام قليلة، بعدما كانت موسكو من المساهمين في صموده طوال السنوات السابقة. فما الذي حصل؟ وهل من حسابات روسية مستجدة؟
بينما يعتبر البعض أنّ موسكو شريكة في صفقة مترامية الأطراف ادّت إلى سقوط الأسد، يفترض آخرون انّها لم تتخلّ عنه، ولكن الظروف المحيطة به وبجيشه لم تسمح لها هذه المرّة بمساعدته كما فعلت عام 2015.
وتعتبر المصادر الديبلوماسية، انّ اوكرانيا المتاخمة لروسيا هي على رأس أولويات موسكو بمعايير الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية، والأرجح انّ المرونة التي أبدتها حيال مصير الأسد ستسمح لها لاحقاً بتحصيل مكاسب في أوكرانيا والدفع نحو إنهاء الحرب على قاعدة مراعاة شروطها، خصوصاً بعدما يستلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة رسمياً في 20 كانون الثاني المقبل.
كذلك تأمل موسكو في تخفيف جزء من العقوبات الأميركية والأوروبية عليها في المرحلة المقبلة، ولا سيما منها تلك المتصلة بتصدير الغاز والبترول إلى أوروبا، الامر الذي سيمنحها القدرة على تأمين العملة الأجنبية، علماً انّ نحو 72 في المئة من دخل الخزينة العامة بالعملة الأجنبية انما يتأتى أساساً من تصدير الغاز والبترول اللذين اضطرت روسيا بعد الحصار الغربي عليها إلى بيعهما للصين والهند بأسعار رخيصة.
وتكشف المصادر الديبلوماسية انّ من بين أسباب قرار موسكو بمنح الأسد وعائلته حق اللجوء اليها انّ زوجته أسماء تُعالج من مرض السرطان في مركز عالمي متخصص في روسيا، كذلك ابنه البكر هو خريج إحدى الجامعات الروسية، إضافة إلى مراعاة الرئيس فلاديمير بوتين جانب العلاقة الشخصية التي كانت تربطه بالرئيس السوري السابق.